مدى تحقق الرؤيا

مدى تحقق الرؤيا يعد من الأمور التي تشغل بال الكثير من الناس، لأن الكثير من الناس تتعرض لرؤية محيرة وتبدو غريبة لهم، لهذا فهم يهتمون بمعرفة دلالات هذه الرؤيا.

وفيما إذا كانت هذه الرؤيا سوف تتحقق بالفعل أم أنها قد تكون بسبب العقل الباطن وما يفكر فيه الشخص وليس لها مدلول في رأي مفسري الأحلام هو ما سوف نتعرف عليه وينشره لكم موقع فسرلي .

اقرأ أيضا: تفسير حلم عجن العجين

مدى تحقق الرؤيا

اختلفت آراء العلماء حول مدى تحقق الرؤيا وذلك على النحو الآتي:

بعض العلماء يرون أن الرؤيا الصادقة تكون في وقت الفجر وذلك هو الأمر الشائع، لكن على عكس ذلك الرأي يرى الكثير أن الرؤيا الصادقة ليست محددة بوقت.
كما يرى فريق من المفسرين أن الرؤيا التي تكون في أول النوم بعد صلاة العشاء قد تتحقق في وقت سريع أو قد تتحقق بعد عدة سنوات وذلك كما حدث في رؤية سيدنا يوسف مع أخوته التي تحققت بعد 40 عام.
كذلك يقول بعض العلماء أن الرؤيا ربما تتحقق بعد عدة شهور لو كانت في وقت الفجر وقد يصل الأمر إلى سنة لكي تتحقق.
أما لو كانت الرؤيا في وقت العصر إلى ما قبل المغرب، فإنها قد تتحقق في نفس اليوم.
لكن الكثير من علماء التفسير يرون أن النوم مكروه في فترة ما بعد العصر وقبل المغرب، لهذا فإن أي رؤية قد تكون من الشيطان ولا يكون تفسير لها.

علامات الرؤيا الصادقة

من الأسئلة التي يسأل عنها الكثير من الناس بجانب مدى تحقق الرؤيا هي علامات الرؤيا الصادقة ومن بين هذه العلامات ما يلي:

لو كانت هذه الرؤيا خالية من الأحلام ومن الأشياء التي فكر فيها الشخص قبل النوم.
كذلك لو كانت الرؤيا بعيدة تمامًا عن إشغال ما يفكر فيه الشخص قبل النوم مثل الأكل أو الشرب وغيرها.
كما ينبغي أن تكون الرؤيا واضحة ومبينة وخالية من أي غموض لكي يسهل تفسيرها.

اقرأ أيضا: تفسير حلم قطة بيضاء تلاحقني

تحقق الرؤيا في الواقع

أما حول مدى تحقق الرؤيا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى أن يتصف بالصدق والأمانة في حياته العامة، فإن رؤيته تكون في الغالب صادقة وتتحقق.

لكن يجب التفرقة بين الرؤيا وبين الحلم الذي يكون من الشيطان خاصة لو كان الشيطان يرغب في إغواء صاحب المنام أو تخويفه.

كما ينبغي العلم أن الرؤيا تختلف في التفسير باختلاف الحالة النفسية والظروف الاجتماعية التي يتعرض لها صاحب المنام.

الفرق بين الرؤيا وبين والحلم

الكثير من الناس قد لا يعرف ما هو الفرق بين الحلم والرؤيا، لهذا يجب التفرقة بينهم وذلك على النحو الآتي:

الرؤيا هي ما يراه الشخص أثناء النوم وتكون من عند الله تعالى وتكون بشرى له بتحقيق أمور معينة.
أو قد تكون الرؤيا بمثابة إنذار له في حالة ما إذا كان يرتكب أمور محرمة أو كان يحاوطه مخادعون أو رفقاء سوء وما شابه ذلك.
أما بالنسبة للحلم فهي من الشيطان، لأن الشيطان يسعى إلى تخويف الإنسان أو إغوائه وابتعاده عن طريق الحق.
لهذا فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم عند التعرض للأحلام المزعجة وأن نتفل على اليسار 3 مرات.
كما لا يفضل أن يتم قص الأحلام المزعجة على الآخرين.
كذلك يوجد ما يسمى حديث النفس الذي يظهر أثناء النوم ويسمى أضغاث أحلام بسبب ما يمر به الشخص من أحداث ولقاءات في حياته اليومية فإنها تظهر له أثناء النوم.

أدلة شرعية على مدى تحقق الرؤيا

ذكرت العديد من الأدلة الشرعية التي تؤكد وجود الرؤيا ومدى تحققها وذلك على النحو الآتي:

إن رؤيا النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم) على هيئته الصحيحة تكون في كل الأحوال صادقة؛ والدليل على ذلك قوله:

(صلَّى الله عليه وسلَّم): «ومن رآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشيطان لا يَتَمَثَّل في صورَتِي» (متَّفق عليه).

قد قال النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم):

«في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا».

(حديث صحيح – رواه الترمذيّ).

ومن هذا الحديث يستدل على الشخص الصادق تتحقق رؤيته.
قول الله (سبحانه وتعالى):

﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظكمْ لَعَلَّكمْ تَذَكَّرونَ﴾ (النحل:90).

كذلك قال الله تعالى:

﴿إِنَّمَا يَأْمركمْ بِالسّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقولواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمونَ﴾ (البقرة:169).

من هذه الآيات الكريمة يستدل بها على الرؤيا التي بها أمر بالمعروف ونهي عن المنكر تكون رؤيا صادقة من الله تعالى.
كما قال النبيِّ (صلَّى الله عليه وسلَّم):

«إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبّها، فإنَّها من الله، فليحمد الله عليها، وليحدِّث بها. وإذا رأى غير ذلك ممـَّا يكره، فإنَّما هي من الشيطان، فليَستَعِذ من شرِّها، ولا يذكرها لأحد، فإنَّها لن تَضرَّه» (رواه البخاريّ).

لهذا فإن من يرى شيء إيجابي في منامه فإنها سوف تكون صادقة إن شاء الله، أما من يرى شيء سلبي فبإذن الله لن تتحقق.
كما قد قال النبيِّ:

(صلَّى الله عليه وسلَّم): «في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب».

حديث صحيح – رواه الترمذيّ.

ولهذا فإن الرؤيا الصادقة تكثر في آخر الزمان.
قد جاء في الحديث القدسيِّ:

«إذا تَقَرَّب إليَّ العبد شِبْرًا، تَقَرَّبت إليه ذِرَاعًا، و إذا تَقَرَّب إليَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبت منه باعًا، و إذا أتاني مشيًا، أتيته هَرْوَلَة».

(متَّفق عليه – صحيح الجامع).

لهذا فإن العبد لو كان قريب من الله تعالى فقد يرى الكثير من الرؤيا الحسنة في المنام وتتحقق بالفعل بسبب رضاء الله تعالى عنه.

طريقة تعامل المسلم مع الرؤيا والحلم

ينبغي أن يعرف المسلم كيف يتعامل مع الرؤيا والحلم بطريقة صحيحة ويكون ذلك من خلال الآتي:

لو كانت الرؤيا حميدة ينبغي أن يحمد المسلم الله تعالى على هذه الرؤيا.
كما يفضل أن يحدث المسلم الناس بالرؤيا الحميدة التي ظهرت له وذلك لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام:

فإن رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصَّ).

لكن في حالة ما إذا كان الحلم من الشيطان، لا ينبغي أن يكثر العبد في التفكير فيه وأن لا يقص هذا الحلم على الآخرين.
كما ينبغي أن يتعوذ الإنسان من شر الرؤيا وأن ينفث على يساره 3 مرات.
كذلك يجب على المسلم أن يغير الجنب الذي نام عليه في حالة الحلم المزعج ويفضل أن يقوم ويتوضأ ويصلي ويكمل نومه.

فوائد الرؤيا

قد يرى الشخص الرؤيا لنفسه أو للآخرين أو لشخص مقرب منه، لكن ينبغي العلم أن الرؤيا في أصلها تستند إلى الأصل والجنس:

ظهور النهر أو الحيوانات أو ما شابه ذلك قد يشير إلى البشر.
يشير الجمل على سبيل المثال إلى الرجل العربي.
أما الخنزير فهو يدل على رجل أوروبي.
الطاووس يدل على الرجل الهندي.
والاجتهاد في هذا المجال واسع ولا حدود له.
إذا شعر الشخص بالسعادة والبهجة من رؤيا معينة تظهر له فقد تتحقق بالفعل.

هل تتحقق الرؤيا إذا فسرت؟

من الأسئلة التي يسأل عنها الكثير من الناس هل تتحقق الرؤيا إذا فسرت؟

ينبغي العلم أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى فقط.
الرؤيا تعتمد فيما يشعر به الشخص أثناء رؤيته، حيث أنه لو كان سعيد بها فقد يتفاءل بذلك وتتحقق، أما إذا خاف منها ولم يقصها فقد لا تفسر.
كما أن التفسير قد يكون خطأ أو صواب على حسب رأي المفسر وليس بالضرورة أن يكون صحيح في كافة الأحوال.

بهذا نكون تعرفنا على مدى تحقق الرؤيا موضحين لكم الأدلة الشرعية التي تؤكد وجود الرؤيا وتحقيقها، بالإضافة إلى التعرف على ما يجب على المسلم فعله في حالة التعرض لرؤيا حميدة أو الحلم المزعج، لكن ما نود أن نؤكد عليه هو أن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى وأن الدعاء لله قد يغير القدر.