قول الحلم بعد ثلاث أيام

0

قول الحلم بعد ثلاث أيام ينتظر منه بعض الأشخاص أمرًا، فإن كثير من الحالمين يجعلون حياتهم مرهونة بالرؤى والأحلام، فيتخذون قراراتهم، ويحددون مصيرهم بناءً على ذلك، بينما البعض يُنكر الرؤى مطلقًا، وكلاهما غير صحيح، إذ يجب الاعتدال في أمر الرؤيا فكما أن لها أهميتها وأثرها على الإنسان، فكذلك التسليم الكامل لها يُشكل خطرًا كبيرًا، ولعلك تسأل ماذا يحدث إثر قول الحلم بعد ثلاث أيام، وعبر موقع فسرلي نُبين ذلك.

قول الحلم بعد ثلاث أيام

أخبرتنا الشريعة الإسلامية عن الضوابط والآداب التي يراعيها العبد المسلم إثر رؤية أي منام، أما وقوع الرؤيا وتحقيقها من عدمه، فإنه إلى الله عز وجل.

بناءً على ذلك.. فإن الاعتقاد بأن قول الحلم بعد ثلاث أيام يُساعد على تحقيقها أو يمنع ضررها إن كانت رؤيا غير محمودة قول غير جائز، فإن الرؤيا قد تقع وقد لا تقع، وذلك لأمور عدة:

  • إما لكون الرؤيا بلا معنى.
  • كون الشخص ليس أهلًا لذلك.

بناءً على ذلك.. فإن قول الحلم بعد ثلاث أيام سواء كان محمودًا أو غير محمود لا يؤثر على الرؤيا إيجابًا أو سلبًا.

اقرأ أيضًا: أنواع الأحلام في علم النفس

متى يُخبر الرائي بالحلم؟

بين لنا الشرع أن حال الحالم من الرؤيا لا يخلو من أمرين، إما أن يرى ما يسره، أو يرى ما يكره، فيستحب للحالم أن يخبر بما رآه في أحدها، ويكره له في غيرها، وبيانه فيما يلي:
1- أن يرى ما يسُرّه ويُفرحه
في تلك الحالة ينبغي على الحالم أن يحمد الله عز وجل على تلك الرؤيا، كما أنه لا يخبر أحدًا عنها إلا من رأى فيه الصلاح والخير، وهذا ما حثّنا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، وهذا ما ورد في السنة النبوية.

روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: “سَمِعْتُ أبَا سَلَمَةَ يقولُ: لقَدْ كُنْتُ أرَى الرُّؤْيَا فَتُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ أبَا قَتَادَةَ يقولُ: وأَنَا كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا تُمْرِضُنِي، حتَّى سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: الرُّؤْيَا الحَسَنَةُ مِنَ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَى أحَدُكُمْ ما يُحِبُّ فلا يُحَدِّثْ به إلَّا مَن يُحِبُّ.”

الراوي: أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 7044 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قول الحلم إلا لِثقة ولبيبًا إذا كان محمودًا، ولم يُحدد مدة معينة لقول المنام.

اقرأ أيضًا: تفسير الأحلام لابن سيرين حرف اللام
2- أن يرى ما يضُره
في حالة رأى الحالم ما يزعجه وما يكره فإنها لا يحدث بها أحدًا مطلقًا، كما أنه لا ينشغل في تفسيرها، أو يذهب لمن يعبرها له، لأجل ألا تضره.

ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا رَأَى أحَدُكُمُ الرُّؤْيا يُحِبُّها، فإنَّها مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عليها ولْيُحَدِّثْ بها، وإذا رَأَى غيرَ ذلكَ ممَّا يَكْرَهُ، فإنَّما هي مِنَ الشَّيْطانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِن شَرِّها، ولا يَذْكُرْها لأحَدٍ، فإنَّها لَنْ تَضُرَّهُ.”

الراوي: أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 7044 | خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

فالنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قول الحلم مطلقًا إذا كان حلمًا يضره، وهذا يدل على عدم صحة قول الحلم بعد ثلاث أيام.

يقول النووي: “(لَا تُخْبِر بِهَا إِلَّا مَنْ تُحِبّ) فَسَبَبه أَنَّهُ إِذَا أَخْبَرَ بِهَا مَنْ لَا يُحِبّ رُبَّمَا حَمَلَهُ الْبُغْض أَوْ الْحَسَد عَلَى تَفْسِيرهَا بِمَكْرُوهٍ، فَقَدْ يَقَع عَلَى تِلْكَ الصِّفَة، وَإِلَّا فَيَحْصُل لَهُ فِي الْحَال حُزْن وَنَكَد مِنْ سُوء تَفْسِيرهَ

ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الرُّؤيا على رِجْلِ طائرٍ ما لَمْ يُعبَرْ عليه فإذا عُبِرَتْ وقَعَتْ.”

الراوي: أبو رزين عم وكيع بن عدس | المحدث: ابن حبان | المصدر: صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم: 6050 | خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه.

من ثم فإنه إن تحدث بها قد يقع ما فيها من شر وضرر بإرادة الله عز وجل، فكان ذلك نافيًا لقول الحلم بعد ثلاث أيام، أو قوله مطلقًا إذا كان شرًا.

اقرأ أيضًا: أسباب كثرة الأحلام

قواعد الرؤيا والأحلام في الإسلام

حرِص الإسلام على وضع بعضًا من القواعد والضوابط التي تبين كيفية التعامل مع المنامات باعتدال، دون إنكارها بالكلية أو الإفراط في الاهتمام بها.
1- المنامات لا يترتب عليها أحكامًا شرعية
من ثم إذا رأى الحالم في منامه ما يدعوه للقيام بأمر ما هذا لا يعني وجوبه عليه، ذلك أن الأحكام الشرعية مبنية على أدلة شرعية، بخلال المنامات، فلا يترتب عليها أحكامًا شرعية.

من ثم فإن وافقت الرؤيا بعضًا من الأحكام الشرعية، يكون العمل بها باجتهاد الفقهاء، والذي يحتمل الإصابة والخطأ.
2- العمل بالرؤيا بشروط
فإذا رأى الحالم في منامه الرؤيا الصالحة، إذ إنه لأجل العمل بها اشترط العلماء شروطًا عدة، هي:

  • أن يكون في العمل بالرؤيا نفع ومصلحة عائدة على الشخص.
  • كونها تبشيرًا بخير، أو تحذيرًا من شر.
  • أن يكون هناك داعٍ للعمل بها.
  • كونها من الأمور المباحة، أو تدعو إلى ترك مباح.

3- الأحلام أقسامًا عدة

  • رؤيا صالحة: فإنه يحمد الله عز وجل ويستبشر بها، ولا يحدث بها إلا من يحب، حتى لا يسمعها ذو قلب حاقد أو حاسد فيضره.
  • حديث للنفس: بأن يكون هناك ما يشغل تفكير الحالم ويثير اهتمامه، من ثم يراه في منامه، وهذا لا دلالة له في الغالب.
  • كون الرؤيا من الشيطان: فإنه يريه إياها ليحزنه، فهي كل ما يراه من الشر، وذلك لقول الله عز وجل: “إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.” (سورة المجادلة: 10)

فالحاصل.. أن الإنسان إذا رأى ما يحب يمكنه قول الحلم بعد ثلاثة أيام أو قبلها أو بعدها ما دام يُخبر من يحب، أما إذا رأى ما يكره.. فإنه لا يخبر به أحدًا مطلقَا، ولا ينشغل به أو يفسره أصلًا.

الرؤيا من الأمور الثابتة والتي لا يمكن إنكارها، إلا أن المبالغة في أمرها والانشغال التام بها ليس من الصواب، وتكون الاستفادة منها بقدر صلاح العبد، فالإنسان الصالح يكون في معية الله يقظة ومنامًا.

شاركنا أفكارك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.